يواصل الفنان الفكاهي عبد العالي فتيح رحلته الموفقة في سبر أغوار الكوميديا الاجتماعية الساخرة، وذلك من خلال شريطه الجديد الذي اختار له عنوان : "غير أنا ولا مهند".
الشريط الجديد للفنان "فتيح"، عبارة عن طبق متنوع من المواضيع ذات الدلالات المرتبطة بالقضايا اليومية التي يعيشها المواطن المغربي البسيط، جاعلا موضوعه الأساس نقد المستوى الرديء للأعمال الدرامية التي تقدمها بعض الفضائيات العربية مشاهديها، من خلال استيراد نماذج غريبة وبعيدة كل البعد عن الواقع الذي يعيشه الجمهور المغربي والعربي، ويسترسل الفنان "فتيح" في تعرية "الفضاحيات" من خلال قالب كوميدي ساخر، يجمع بين النكتة والسرد الهزلي والمونولوج.
وبالإضافة إلى الموضوع الإعلامي، فإن مواضيع اجتماعية متنوعة تكتشفونها من خلال الشريط المتواجد في الأسواق.
سلسلة مبارك ومسعود : ' شفنا فيكم بعين الرحمة '
سعيد الحبشي
Thursday, September 25, 2008
لق، لق، لق، لق...
يا اولاد القايد الشيباني
ليس هذا هو السيتكوم بل ليست هذه هي الكوميديا، لأنه ياسادة ياكرام السيتكوم يتكون من مفردتين مواقف مضحكة ((Situation comedy،وسلسلة امبارك ومسعود تفتقر إلى هذين العنصرين معا، فالفنان الخياري، الذي سطع نجمه مع مسرح الحي، في دور العروبي، واشتهر بخفة دمه، لم يخرج من جلد هذه الشخصية، "الكنديس المخنتر" نفسه يطل علينا من جديد في ثوب امبارك ولد القايد الشيباني، الفرق انه هذه المرة "منحوس" و " ما لاحش البابوش".
أما رابح السمقمق، عفوا مسعود فمازال لم يصف ثأره مع ولد العياشية الذي يطارده، والفنان عبد الخالق فهيد وحركاته الكوميدية، وشخصيته النمطية التي صارت مكررة بشكل آلي حد الاستنزاف، التغيير الوحيد أنه تخلى عن استعمال أصابع يده وشفتيه باش يضرب البارود.
فهيد والخياري فنانان كوميديان، اثبتا حضورهما على خشبة المسرح، إن لم نقل أنهما تألقا في أداء نوع من أصعب أنواع التعبير المسرحي وهو ال"وان مان شو" "One man show"، لكن حقيقة، أن ما شاهدناه أو سمعناه عن سلسلة "مبارك ومسعود" كان محبطا ومخيبا للانتظارات. وذلك يعود بالأساس إلى افتقارنا لكتاب سيناريو ومخرجين بإمكانهم تفجير طاقات الفنان، والمغامرة بعيدا في البحث عن شخصيات وأساليب جديدة، دون الركون عند النماذج المستهلكة.
أو بدل البحث عن متخصصين في كتابة السيناريو، نجد السيد بوعروة وهو منتج سلسلة منحوس يفضلاللجوء إلى أقلام صحفية من مختلف الجرائد، للمساهمة في كتابة سيناريو حلقات السلسلة، هذه المجموعة من الصحافيين التي لم تستحضر مسألة مبدئية اسمها احترام التخصصات، وتورطت في لعبة لا تتقنها، مخفية هوية عناصرها خلف أسماء مستعارة عوض أن تكون أقلاما ناقدة وموجهة لكي يرقى إنتاجنا الفني، ويصير في مستوى الذوق العام الذي تطور كثيرا ارتباطا بالتعاطي مع الانتاجات الأجنبية عبر الساتيليت، ”أسرة المسلسل غير مسؤولة عن نحس يصيب المشاهدين بسبب مشاهدة المسلسل.. “لكنها مسؤولة أعتقد، عن بؤس الكوميديا التي تقدمها، وعن إصابة المشاهدين بالاكتئاب، المشاهدون الذين تعيد مائدة الإفطار الرمضانية فتح الخط بينهم وبين قناتيهم الرئيسيتين، ومع ما ستقدمانه من إنتاج فني ودرامي وطني، خلال هذا الشهر الكريم.
من الصعب أن تجعل مغربيا يضحك، هذه مقولة صحيحة، لأن المغاربة شعب يضحك باستمرار، لا يعدم المغربي وهو على العموم إنسان خفيف الظل يمارس الكوميديا كأسلوب حياة، ودون تصنع، حتى في الساعات البئيسة لا يعدم نكتة سوداء بليغة المعنى جارحة الانتقاد. كأن يسمي سلسلة "مبارك ومسعود" مثلا "سلسلة رعب" ويصف حلقاتها بوصلات تعذيب، لأنها عوض أن تضحكه فهي تضحك منه وعليه.
هل يمكن أن نتساءل عن السبب والمسبب؟
خصوصا أن المشكل حسب المتخصصين يتعلق بضيق الوقت الممنوح لانجاز الفقرات الخاصة برمضان وهو مشكل صار يتكرر كل سنة وتقف خلفهإدارة البرمجة ، وفي هذا الصدد اعترف مسؤول كبير في القناة الأولىالسنة الماضية، عقب الانتقادات الشديدة التي وجهت لمستوى الفقرات التي عرضت رمضان الماضي، أنها بالفعل دون المستوى، وذلك راجع لضيق المدة التي أنجزت خلالها، أي قبل رمضان بأسبوعين أو ثلاثة،قاطعا العهد على أن هذا المشكل لن يتكرر، الوعد الذي لم يتم الالتزام به.
دافعنا إلى هذا الكلام غيرتنا على إنتاجنا الفني الوطني، على فنانينا المحليين، طاقاتهم المهدورةوعلى جزء من مالنا العام، مع متمنياتنا بتجاوز عناصر النقص والمضي إلى أمام، والى فنانينا الكوميديين محمد الخياري وعبد الخالق فهيد، ومن معهما نتمنى أن نشاهدكم في أعمال أكثر نضجا ومسؤولية، تجاه فنكما وتجاه الجمهور الذي يحبكما، والى ذلك الحين.
"شفنا فيكم بعين الرحمة".
قضية محمد الراجي في نشرة الحصاد المغاربي لقناة الجزيرة
AljazeeraChannel
Tuesday, September 09, 2008
كلنا سجناء ، كلنا راجي ، الحرية لمحمد الراجي
ابراهيم مخلي من ألمانيا
Tuesday, September 09, 2008
المقطع الأول
المقطع الثاني
على إثر محاكمة المدون محمد الراجي : حماقة الدولة أصبحت داء أعيت من يداويها
خالد البرحلي
Tuesday, September 09, 2008
مرة أخرى تصر الدولة على خنق حرية التعبير في المغرب، وذلك على خلفية اعتقال المدون محمد الراجي بتهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك" بعد المقال الذي نشره في موقع "هسبريس" تحت عنوان " الملك يشجع شعبه على الاتكال"، بهذا المقال توبع محمد الراجي بتهمة ثقيلة جعلت المحكمة الابتدائية بأكاير تصدر في حقه سنتين سجنا وغرامة مالية قدرت في 5000 درهم.
واعتقال محمد الراجي، ومحاكمته كأول مدون مغربي يصدر في حقه حكما سجنيا وغرامة ماليةيعني أن البعض في هذه الدولة مازالت تحوم فوقه غيمة قلق من الرأي الآخر الذي تمثله أقلام مثل قلم محمد الراجي الذي يعتبر واحدا من جيل قرر أن يصحح أخطاء الجيل الذي سبقه بكسر الحصار الذي ضرب على حرية التعبير منذ عقود. وتحطيم "أسطورة "الخوف، لذا فمحمد الراجي ومعه كثيرون يدللون مقالاتهم بأسمائهم الحقيقة وعناوينهم الالكترونية ويصرخون بآرائهم دون خجل أو وجل لأنهم يؤمنون بما يكتبون ولا يخشون لومة لائم، هذا الجيل الذي آمن إلى وقت قريب بشعار "العهد الجدديد" وأرادوا أن يساهموا بآرائهم وأفكارهم ورؤيته لمستقبل بلدهم.. أرادوا أن يستنشقوا الحرية بأقلامهم.. أرادوا أن يعبروا عن دواتهم بعدما فُرض عليهم لجم ألسنتهم لسنوات طوال.. لكن يبدو أن المخزن باق هو المخزن، وأن السجون خلقت ليس لناهبي الملايير من خزائن الدولة، بل من أجل أمثال محمد الراجي وغيره من شباب هذا البلد الذين حلموا بالتغيير يوما ما..
واليوم حينما يتم القبض ومحاكمة محمد الراجي كأول مدون يتهم صراحة بـتهمة غليظة كـ "الإخلال بالاحترام الواجب للمك" فالهدف من دون شك هو أن (البعض) يريد منا أن نبقى في دار غفلون وأن نصبح مثل قطيع منشغل بالتفاهات كالتي وقع عليها السيد الوزير الأول حينما منح تصاريح لست كازينوهات جديدة ستدخل المغرب وترتع فيه فسادا طولا وعرضا. هذا، هو ما يريدون منا أن ننشغل و أن ننغمس فيه، أم المعلومات فهي محرمة لأن العلم خطير يهدد صورتهم ومراكزهم لدى الرأي العام.
في المغرب التفكير مسموح ومباح لكن التعبير والبوح برأيك يخضع لرقابة متعددة خصوصا إن كان هدا الرأي له صلة بالوعي السياسي وهذا ما تعتبره الدول أكبر خطر عليها.
السؤال الآن هو؛ هل الدولة على صواب في أن تكون هي من يحدد الصواب من الخطأ في ما نتلقى من معلومات؟ وهل المواطن المغربي قاصر وغبي لتلعب الدولة دور الوصي على عقله؟ في هذا الباب يقول- برنارد راسل- أن أفضل طريقة لنمو العقل هو عرض المتناقض والمتباين عليه، هكذا ينمو العقل السليم بالرأي والرأي الآخر وليس بأحادية التفكير لأن الدولة المغربية اليوم حينما تَحْرم الرأي الآخر من أن يُعبر ويُصرح عن نفسه في نطاق من الحرية المتعددة، فهذا يعني أنها تريد من المواطنين أن يصبحوا مثل بضاعة جاهزة لتسليم والتسلم بالبريد المضمون أي مجرد كراكيز في هذا البلد ليصبح المجتمع لا يتقن غير لغة الشخير، إن كان لشخير لغة.
من المعلوم أن الديمقراطية رصيدها الحقيقي هو الوعي، واليوم حينما تضيق الدولة بتعدد الآراء فإنها بهذا تخنق وتحجم هذا الوعي وتثبت أنها تريد لهذا الوعي أن ينحصر في قالب معين تصنعه هي على مقاس مصالحها. هذا ما تريده الدولة للأسف مع أن الكون بني على الاختلاف ويجب المحافظة عليه لأنه ركيزة أي بناء ديمقراطية والحامي لها والناقد لشوائبها والداعم لتطورها، وإلغاء هذا الرأي يعني أننا عدنا لعهد الحماية على الفكر التي هربنا منها وها نحن نعود إليها من حيث لا ندري لنصاب بطاعون الخوف.
والهند حينما وصلها مرض الطاعون فبسبب تقديسها للجرذان وهي الناقل لهذا المرض ونحن اليوم حينما نعود لتقديس أحادية الفكر وحجب المعلومة وقمع الرأي الآخر فيعني أننا سنضيع سنوات أخرى قادمة في ظلمة أنفاق الخوف .
وحقيقة أن ما يضير في النفس اليوم، هو أن الدولة المغربية فعلا تسير في الاتجاه الخاطئ بعدما كان أملنا في التغيير كبيرا، لكن يبدو أن دار لقمان ستبقى على حالها إن لم يزد الوضع سوءا، وهذا ما تثبته كل المؤشرات التي تدل على أن المغرب اقتنى 500 مليون سنتيم من الهراوات من أجل ترطيب ظهور المحتجين في مختلف المدن المغربية، وإن زدنا هذا على اعتقال محمد الراجي فسيكتمل المشهد ذا الصورة القاتمة الذي تنتظر هذا المجتمع الذي أُريد له أن يكون أصم وأعمى وأخرس وأطرش، بمعنى صمً بكمً عمي فهم لا يعقلون،لكل هذه الأسباب، نعلن نحن كجيل أصر على أن لا يكون لقمة سائغة في أفواه الغير أن عقولنا لن تكف عن التفكير وأقلامنا لن تكف عن التعبير وتأكدوا أننا سنزعجكم دائما وما عليكم إلا أن تهربوا وتختفوا لأن الحقيقة ستطاردكم دائما ولأن حماقتكم داء أعيت من يداويها وعليه نود أن نرسل رسالة مفتوحة إلى عيشة قنديشة بما أن الكل سيخرج ليتبرأ من اعتقال محمد الراجي ويقول أنا بريء أنا أخاف الله رب العالمين لنقول لها وفكي علينا.
قضية محمد الراجي تستأثر باهتمام الصحافة الوطنية والدولية
خالد حمدون من الرباط
Wednesday, September 10, 2008
استأثرت قضية حبس المدون المغربي ومراسل موقع هسبريس محمد الراجي باهتمام مختلف الصحف المغربية حيث أوردت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء خبر الحكم "الجائر" على محمد الراجي بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم.
جريدة المساء : مقال الراجي لا يوجد فيه أي مس بالاحترام الواجب للملك
جريدة المساء أوردت في زاوية "مع قهوة الصباح" أن مقال محمد الراجي الذي أدخله السجن سنتين " لا يوجد فيه أي مس بالاحترام الواجب للملك ، كل ما هنالك أن الشاب عبر عن رأيه ، وربما هناك بعض المغاربة الذين يشاطرونه بعض جوانب هذا الرأي ... والأمر في البداية والنهاية يدخل في حرية باب التعبير مادام لا يمس بشخص الملك ولا بحرمته..."
وأضافت الجريدة الأوسع انتشارا في المغرب أن "ملك البلاد يحكم في ظل ملكية "تنفيذية" تتدخل في كل تفاصيل الحياة اليومية للمغاربة ، من أكبر قرارإلى أصغره ، وإذا ما اعتبرنا كل نقد أو ملاحظة للصحافيين آو السياسيين أو النقابيين أو رجال الأعمالحول سير الشأن العام يمس الاحترام الواجب للملك فعلى السلطة أن تكمم أفواه 30 مليون مغربي ، وأن تصادر كلمة "النقد" من قاموس المملكة .."
رشيد نيني مدير جريدة المساء كتب في عموده" شوف تشوف " : إن العدالة لا تستحق أن تسمى عدالة إلا إذا كانت قادرة على إخضاع الجميع لسلطتها ، أما أن تغلق العدالة عينيها عن هؤلاء الكبار وعن جرائمهم ومخالفاتهم ، لكي تفتحهما فجأة على شاب مغربي من مواليد المسيرة الخضراء ، وترسله إلى السجن لسنتين لمجرد انه كتب مقالة رأي عبر فيها بحرية عن موقفه من الهبات والإكراميات والرخص التي يمنحها الملك لمواطنيه ، فهذه ليست عدالة وإنما مجرد انتقام .
وختم رشيد نيني عموده الذي حمل عنوان " الشهادة الفخرية " : شخصيا لا أعرف من يكون المواطن محمد الراجي وعندما بحثت في مدونته لكي أعرف عنه أكثر ، بعد الحكم القاسي الذي صدر في حقه عثرت على الجملة التالية " أنا شاب مغربي لا يستطيع التنازل عن مبادئه مهما كان الثمن ، الشهادات التي أملكها هي : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إضافة إلى شهادة الميلاد هذا كل شيئ".
وتوجه رشيد نيني قائلا لمحمد الراجي : "اليوم بفضل الحكم الذي صدر في حقك ستصبح لديك شهادة أخرى بوسعك أن تفتخر بها ، وهي شهادة أول مدون مغربي يدخل السجن بسبب أرائه.. وهي شاهدة لا يمكن للعدالة المغربية أن تفتخر بها للأسف."
المحامي عبد الرحيم الجامعي : الراجي ضحية مسطرة اختلت فيها قواعد المحكمة العادلة
ونقلت جريدة المساء عن المحامي عبد الرحيم الجامعي قوله ان مقال "الراجي" لا يستدعي أي سبب للمتابعة ، وتساءل الجامعي عن دواعي تسريع المحاكمة التي خرجت عن قواعد التقاضي والقانون المعروفة لدى الجميع والتي كان من الضروري مراعتها بغض النظر عن طبيعة الفعل والتهمة " الراجي ضحية مسطرة اختلت فيها قواعد المحكمة العادلة التي تمكنه من الدفاع عن نفسه ".
الصحافة الإلكترونية في قفص الاتهام
كتب عبد اللطيف الكامل مراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي في اكادير ، أن حادثة اعتقال محمد الراجي ستجعل الصحافة الإلكترونية في قفص الاتهام، وقانون الصحافة بشكل عام في محك صعب ، بعد سلسلة من المحاكمات والمتابعات والإدانات سواء بالحبس أو الغرامة في حق صحفيين ومراسليين وصحف ، نقل مراسل الاتحاد الاشتراكي في اكادير عن ابن عم محمد الراجي أن هذا كان يعاني في المدة الأخيرة من مرض في الظهر قد يكون السبب في قلقه النفسي وحدة سخريته اللاذعة في كتاباته ومقالاته. بينما نفى شقيق محمد الراجي أن يكون لأخيه ميول متطرفة بحكم تكوينه الديني المعتدل الذي تلقاه على يد أحد شيوخ زاوية "تعلات".
وعن شروط المحاكمة العادلة كتبت جريدة الأحداث المغربية "إن صدور حكم سريع وخلال جلسة واحدة آمر وارد في الملفات التلبسية ، إلا أن تحقيق المحاكمة العادلة يفرض تمكين الظنين من حقه في التوفر على الدفاع من عدمه وفي هذه الحالة يلزم القاضي بسؤال الظنين إن كان يود تأخير الجلسة من اجل الاستعانة بمحام ، والقاضي ملزم بتأجيل الجلسة لإذا التمس الظنين ذلك .
وفي حالة تجاوز القاضي لهذه النقطة في تذكير الظنين بحقه في الاستعانة بخدمات محام ينوب عنه يكون قد تجاوز صلاحياته ، ومس بحق جوهري من حقوق الدفاع ، باعتبار ان هذا الشرط هو من النظام العام الذي لا يمكن تجاهله حتى ولو بإرادة الظنين ، باعتبار أن النظام العام لا يمكن الاتفاق على مخالفته.
وكتب إدريس النجار مراسل جريدة الأحداث المغربية في اكادير وبعد عرضه لمجريات محاكمة محمد الراجي " يتميز محمد الراجي بأسلوب أنيق يشد القارئ من خلال مدونته وكتاباته الإلكترونية التي ينتقد خلالها الشأن المحلي وقضايا المجتمع بنظرة حزينة وأسلوب تهكمي شيق تتخلله خفة الدم.."
جريدة الصباح بدورها أوردت خبر الحكم على محمد الراجي ووضعته في صفحة "الحوادث" كأن الامر يتعلق بأحد المجرمين وليس بمعتقل رأي وقال مراسلها في اكادير محمد إبراهمي إن محمد الراجي صاحب مدونة على شبكة الأنترنت حكم عليه في أول جلسة ودون تنصيب دفاعه.
ما أغفلته المحكمة الابتدائية بأكادير وهي تصدر حكمها على الزميل محمد الراجي بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك, أنها بحكمها الخارج عن الأعراف الديموقراطية والمسطرة القضائية تكون قد أخلت بالاحترام الواجب للعاهل المغربي.
فالملك ليس قاصرا كي يقوم الآخرون بحق الوصاية عليه ، وإذا كان قد دعا في أكثر من مناسبة وبعث إشارات تفيد بضرورة الانكباب على إصلاح القضاء فإن أحكام العار هذه كفيلة بردم كل ما تم تشييده من طرفه .
وحينما يشعر الملك بأنه قد تعرض قدره للتنقيص كرئيس دولة , فإن من حقه إتباع مسطرة التقاضي كأي مواطن آخر يتساوى فيه أمام القضاء الرئيس والمرؤوس.
ولعل السرعة القياسية التي تم وفقها إصدار الحكم على محمد الراجي خير دليل على كون المغرب الذي يتغنى بمنجزاته الديموقراطية وخطواته الجبارة في مجال حقوق الإنسان لا يزال القائمون عليه يتعاملون مع الشعب بسياسة الاستحمار بكل تجلياتها.
تم اعتقال محمد الراجي صبيحة الجمعة بأكادير وأصدرت المحكمة حكمها القاضي بسجنه سنتين سجنا وغرامة قدرها 5000درهم يوم الإثنين, تم هذا طبعا في ظرف قياسي لا يليق بمقام دولة تزعم بأنها قد طوت صفحة سنوات الرصاص ومغرب القمع والاختطاف والمقابر الجماعية والمعتقلات السرية ...
وبالعودة إلى المقال الذي تم بسببه متابعة الزميل الراجي والمعنون ب " الملك يشجع على الاتكال" فإننا سنجد أنفسنا إزاء مقال يفتح نقاشا جديا حول واقع الملكية في المغرب ,لأننا إزاء ملكية تشريعية وتنفيذية يسود فيها الملك ويحكم ودستور أحادي السلطة . فإذا كانت الأحزاب والحكومات المتعاقبة تنتقد يوميا دون أن يثير ذلك ردة فعل عنيفة كهاته من طرف من يتصورون أنفسهم أكثر وطنية من غيرهم ,وأن ما يقومون به يعد واجبا وطنيا .
الفرق الوحيد بينهم وبين الراجي أن واجبهم الوطني مقرون بمرتبات يتقاضونها آواخر كل شهر وأن الراجي كتب ويكتب من منطق وطني قح وحب سرمدي لا يمكن أن تزحزحه قضبان المخزن .
فكيف تكون المؤسسة الملكية فوق النقد وهي السلطة الأولى في المغرب وصانعة القرار, والرسالة أن هذه المؤسسة تضمن استمراريتها بواسطة حكم ديموقراطي وليس بسياسة تفريخ المتكلين .
السؤال المطروح حاضرا ومستقبلا,من يقوم بإخلال الاحترام الواجب للملك .
حامل الطبل أم حامل القلم الصادق ؟
هانت بكارة أمة قد كانت عمادا ***ساعة وفاق الذئاب ونزعهم أوتادا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire